إشراقة نور - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


إشراقة نور
مسعود الجولاني - 09\09\2011
آه من هذه الحياة التي تعاندني ولربّما تسخر منّي وتستخفّ بمشاعري,فما أن أحقّق تقدّما هزيلا في زاوية ما حتّى تتوالى هزائمي وسقطاتي في أركان متعدّدة,فإذا اعتليت المنبر لإلقاء قصيدة لطغى غضب السماء على نغمات القوافي,وإن قرّرت ارتداء بذلتي البيضاء الناصعة,آثرت غبار الصحاري أن تهاجر إليّ وكأنّني غربتها ومستقرّها الأخير. وكم استعطفت اللحظات أن تمضي وترحل لنعاود اللقاء أنا وفراشتي المتيّمة,ولكن ما أن تنحسر المسافات ويقترب الميعاد حتى يشغل كلّ منّا نفسه عن الآخر وننسى لبرهة دفق المشاعر وعطش الشفتين,نتظاهر باللامبالاة كمن يغمض العينين ليجبر الشمس على المغيب,حيث أخطف النظرات لأرمقها وإذا تقاطعت اللفتات أمضي وكأنّني لا أراها,وهكذا تفعل هي.. فتكتمل الأدوار في تراجيدية "مفارقات الهوى".
حسبت يوما أنّه في معركة حصار الأجساد ليس هنالك من يقوى على تكبيل الأرواح,والآن أحسبني أقلّ تمردا وقد أيقنت أن عذاب الأرواح أشدّ ألما من نزيف الأجساد. لتعلمي يا زهرتي الندية أنّني لن أؤسر طوعا لأجامل رتابة المألوف,ولكنّني سأفرح حتما بالقيود التي تجعل فسحة الأمل عندي ما بين دفء أنفاسك وهمسات جنونك...حيث تكلّلني ورود الوجنتين ويرميني سحر الناظرين ويثملني خمر الشفتين.أحبّك في كل الفصول والأمكنة,منتصرة متّقدة أو وحيدة منكسرة,أحبّك إلى أن أضلّ الطريق وتسقط الغيوم من علاها وتستحيل ورقة في كتابي الضائع,أحبّك إلى أن تهاجر الآلهة إلى ألسنة النيران الجائعة إلى الأبد,أحبّك إلى أن يتوحّد في آن العاشق والمعشوق في حدّة فأس حطّاب عابس...ولكن,ما أن تشرق ابتسامتك أنسى مسار رحلتي وغزارة دموعي وأعود لأغمرك من جديد,ألم أقل لك قبل حين...ما أجمل هذه الابتسامة!